ماهي النقطة PIPS في تداول الفوركس
النقاط
البيب (Pip) هي أصغر وحدة يمكن تداولها في سوق الفوركس. يشتق هذا المصطلح من الكلمة البريطانية التي تصف البذور الصغيرة في ثمار الفواكه مثل البرتقال، حتى برغم أنها تُعرف باعتبارها "نسبة مئوية من النقطة" حيث يساوي البيب 1/100 من 1 بالمائة.
من الناحية الفنية، يطلق على أصغر وحدة قابلة للتداول في أسواق العقود الآجلة تك أو "tick"، بينما يطلق عليها في أسواق الأسهم نقطة أو "point"، ولكن في الممارسة العملية لا يستخدم العديد من متداولي الفوركس المحترفين كلمة "Pip" بل من الشائع استخدام لفظ "النقطة". ستلحظ دائماً أن العديد من المتداولين المبتدئين ينطقون بعبارة "نقاط الأساس" بدلاً من النقطة أو البيب. ترتبط نقطة الأساس بأسعار الفائدة وليس الفوركس. بدأ استخدام كلمة البيب يتسع في نهاية عقد التسعينات بالتوازي مع انتشار تجارة الفوركس الفورية في أسواق التجزئة.
تستخدم أسعار صرف العملات عادةً صيغة الأرقام ذات الأربعة منازل عشرية، وبالتالي قد يأخذ عرض السعر لزوج EUR/USD مثلاً شكل 1.3801. الرقم 1 هنا هو ما يطلق عليه البيب. في مطلع الألفية الثانية، بدأت شركات الوساطة في تقديم عروض أسعار تستخدم البيب الكسري، وهو عبارة عن الرقم الخامس بعد الفاصلة العشرية، مثل 1.38015.البيب الكسري هو جزء من عشرة من البيب. روجت شركات الوساطة للعروض التي تتضمن هذه النقاط الكسرية باعتبارها طريقة للحصول على سبريد أقل وأداة للاستفادة من تحركات الأسعار البسيطة. كما اجتذبت النقاط الكسرية أيضاً المتداولين الذين يتداولون برؤوس أموال صغيرة في السوق وفي نفس الوقت حققت وفورات كبيرة لمتداولي الاستراتيجيات الآلية فائقة السرعة. تحقيق عدد كبير من الصفقات الرابحة سوف يحول هذه النقاط الكسرية البسيطة إلى ربح ليس بالقليل. كما اجتذبت النقاط الكسرية أيضاً المتداولين في أسواق الرهانات على فروق الأسعار أو السبريد بيتينغ.
وبعد فترة قصيرة من إعلان منصات التداول الموجهة لمتداولي التجزئة عن تقديم التسعير المستند إلى النقاط الكسرية، لم تتخلف منصات التداول الاحترافية عن الركب وبدأت هي الأخرى في تقديم هذه الميزة. برغم ذلك، يرفض العديد من المتداولين المحترفين استخدام النقاط الكسرية خصوصاً مع الباوند البريطاني. كما أن بعض كبار مزودي بيانات السوق الفورية مثل رويترز لا يستخدمون هذه الطريقة. إذا نظرت إلى شاشة الأسعار المقدمة من رويترز ستلحظ وجود مكان للنقطة الكسرية، ولكن عند تنزيل البيانات إلى حاسبك الشخصي ستلاحظ أن مكانها فارغ حيث تضع رويترز صفر في المنزل العشري الخامس. وكانت بعض الصحف المالية قد أشارت في مطلع 2013 إلى أن العديد من مزودي البيانات سيعودون إلى طريقة التسعير المستندة إلى أربعة منازل عشرية، ولكن تبددت هذه الأفكار سريعاً ولم تطفو على السطح منذ ذلك الحين.
كم تساوي قيمة البيب؟
تعتمد قيمة البيب بشكل كامل على طريقة التسعير المستخدمة. بالنسبة لأزواج العملات التي يتم تسعيرها وفق الطريقة الأمريكية، مثل اليورو مقابل الدولار الأمريكي، يساوي البيب الواحد 10$ في العقد القياسي، فيما يساوي البيب الكسري 1$. وبالنسبة للعقود المصغرة أو الميني، يساوي كل بيب 1$ فيما يساوي كل بيب كسري 10 سنت. العملات الرئيسية التي يتم تسعيرها وفق هذه الطريقة تشمل الباوند البريطاني والدولار الكندي والدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي.
عند استخدام طريقة التسعير الأوروبية، كما هو الحال مع أزواج USD/CHF و USD/JPYوالعديد غيرها، يتم إظهار قيمة البيب الواحد في صورة العملة الثانية. وبالتالي فإن البيب في زوج USD/CHF سيساوي 10 فرنك، وستحتاج إلى ضرب هذه القيمة في سعر الصرف السائد وقت إغلاق الصفقة لتحويلها إلى دولار أمريكي.
على سبيل المثال، إذا اشتريت عقد مصغر على زوج الباوند دولار عند 1.6556 وقمت بالبيع عند 1.6586 وبالتالي حققت ربح 30 نقطة، يمكنك استخدام المعادلات التالية لتحديد مقدار ربحك:
بعبارة أخرى، تبلغ قيمة كل بيب 1$ في العقد المصغر (10,000$) وبالتالي يمكنك حساب ربحك بكل سهولة حيث سيساوي في هذه الحالة 30.00$. أما إذا كنت تتداول عقد قياسي بقيمة 100,000$، فسيساوي ربحك عشرة أضعاف هذا المبلغ.
إذا كنت تتداول زوج الدولار فرنك، فسيتم إظهار قيمة نقاط الربح أو الخسارة بالفرنك السويسري وبالتالي ستحتاج إلى ترجمة هذا المبلغ إلى الدولار الأمريكي. دعنا نفترض أنك اشتريت عقد مصغر على زوج الدولار فرنك عند 0.8910 وقمت ببيعه عند 0.8940 وبالتالي حققت ربح 30 نقطة.
في هذه الحالة، يمكنك استخدام المعادلات التالية:
يعتبر الين الياباني استثناء من قاعدتي التسعير باستخدام 4 أو 5 منازل عشرية، حيث يستخدم بدلاً من ذلك رقمين بعد الفاصلة العشرية، يتم زيادتها برقم إضافي عند استخدام النقاط الكسرية. إذا كان زوج الدولار ين يتداول عند 103.985، فإن الرقم 8 هنا يمثل البيب، فيما يمثل الرقم 5 البيب الكسري. يختلف حساب الربح أو الخسارة في هذه الحالة بشكل طفيف عن معادلة الحساب التي أشرنا إليها في مثال الفرنك السويسري ليعكس اختلاف الوزن النسبي للأرقام. إذا افترضنا أنك اشتريت عقد مصغر على زوج الدولار ين عند سعر 103.85 وقمت بالبيع عند 104.15 وبالتالي حققت ربح قدره 30 نقطة، فستكون معادلة الحساب على النحو التالي:
كقاعدة عامة، إذا كنت تتداول عقد قياسي فإن قيمة النقطة الواحدة ستساوي تقريباً 10$، أما إذا كنت تتداول عقد مصغر فستكون قيمة النقطة 1$ تقريباً. ولكن لا تهتم كثيراً لبعض الفروق الطفيفة والتي قد تصل إلى بضعة بنسات هنا أو هناك. كما أشرنا في مثال الفرنك السويسري، كانت قيمة الربح الذي حققته بـ 30 نقطة أكبر من 30$ بـ 3.56$، وفي حالة الين كان أقل بـ 1.20$.
نقاط العملات الشاذة
تشمل العملات الشاذة أو محدودة التداول كلاً من الراند الجنوب إفريقي (ZAR)، البيزو المكسيكي (MXN)، دولار هونج كونج (HKD)، وعملات شمال أوروبا (الكرونا السويدية، SEK، الكرونة النرويجية، NOK، والكرونة الدنماركية، DKK) وكذلك عدد كبير من عملات الأسواق الناشئة مثل الليرة التركية (TRY)، الروبية الهندية (INR)، والروبية الاندونيسية (IDR). وقد تشمل أيضا الروبل الروسي (RUB) والبيزو الأرجنتيني (ARS).
تٌصنف بعض مواقع الويب أي زوج عملات لا يتضمن الدولار الأمريكي ضمن العملات الشاذة، ولكن لا تعتبر هذه قاعدة قياسية بل تتسبب أحياناً في بعض الارتباك. زوج العملات الذي لا يتضمن الدولار الأمريكي، مثل EUR/GBP، يطلق عليه وصف "الزوج التقاطعي". ففي هذه الحالة لا تصنف أي من العملات المكونة للزوج ضمن العملات الشاذة بل هي عملات رئيسية! علاوة على ذلك، يتم تصنيف زوج USD/ZAR
ضمن الأزواج "الشاذة" حتى برغم أنه يتضمن الدولار الأمريكي.عند تداول اثنين من العملات الشاذة، مثل ZAR/TRY (راند جنوب أفريقيا مقابل الليرة التركية)، فإنه يطلق عليه "الزوج التقاطعي الشاذ".
يشير وصف "الشاذ" هنا إلى العملات محدودة السيولة والتي لا يتم تداولها بأحجام كبيرة مماثلة لأحجام تداول العملات الرئيسية مثل اليورو دولار. بنفس المنطق، يطلق على بعض العملات وصف الرئيسية بسبب نشاطها وكبر أحجام تداولاتها، وهو ما يضمن لها قدر كبير من السيولة المتوفرة في السوق. وكما ذكرنا آنفاً، عندما يكون الدولار الأمريكي هو العملة الثانية في الزوج يمكنك افتراض أن قيمة النقطة تساوي 0.10$ للعقد الميكرو، و1$ لكل عقد مصغر، و10$ لكل عقد قياسي. أما عندما يكون الدولار الأمريكي هو العملة الأولى في زوج العملات، فإن قيمة صفقات البيع أو الشراء يتم التعبير عنها في صورة العملة الثانية وبالتالي ستحتاج إلى تحويلها إلى الدولار الأمريكي في نهاية الصفقة. يتم تسعير معظم العملات الشاذة كعملة ثانية في الزوج مثل USD/TRYوالذي يشير إلى الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، أو EUR/TRY بالنسبة لزوج اليورو مقابل الليرة.
وبالتالي يتم التعبير عن قيمة البيب في أزواج العملات في صورة العملة الثانية. أسهل طريقة لإيجاد قيمة البيب هو البحث عنها على موقع أو منصة شركة الوساطة التي تعمل بها. يمكنك أيضاً استخدام – حاسبة قيمة النقطة – لهذا الغرض، ولكن سيظل من الأفضل فهم قاعدة أن قيمة البيب يتم التعبير عنها دائماً في شكل العملة الثانية، وبالتالي ستظهر في زوج USD/TRY بالليرة التركية. أما عرض قيمة البيب بالدولار الأمريكي فسوف يتطلب قسمة هذا الرقم على سعر الصرف الحالي. بافتراض أن زوج العملات يتم تسعيره وفق الصيغة المستندة إلى 4 منازل عشرية، يمكنك استخدام المثال التالي كنموذج لحساب قيمة البيب في العقد القياسي (يتم قسمته على 10 للحصول على أحجام عقود أقل):
بالنسبة لزوجUSD/TRY : 100,000 × 0.0001 = 10 ليرة لكل بيب/سعر الصرف الحالي لزوج USD/TRY هو 2.1127 = 4,7333$ لكل بيب.
بالنسبة لزوجGBP/TRY : 100,000 × 0.0001 = 10 ليرة لكل بيب/سعر الصرف الحالي لزوج GBP/TRY 3.5441 = £2.8216 لكل بيب.
النقطة التي يجب ملاحظتها عند تداول العملات الشاذة هو أن قيمة البيب تكون عادةً أصغر بكثير مقارنة مع العملات الرئيسية، كما هو الحال في مثال الليرة التركية أعلاه. يعني ذلك أنه يمكنك تداول عدد أكبر من العقود أو حجم أكبر للعقد على هذه العملات باستخدام نفس مقدار رأس المال الأولي.
أيضاً من الضروري عند التعامل مع العملات الشاذة إدراك حقيقة أن تحركاتها تتسم بحدة بالغة، حتى أن بعض أزواج العملات المتقلبة مثل اليورو دولار يبدو وديعاً للغاية بالنسبة لها. إذا نظرت على الرسم البياني أدناه لزوج USD/TRY خلال الفترة ما بين عامي 2013 – 2014، ستلاحظ أن الحركة الصعودية الأولى من أدنى قاع إلى أعلى قمة قد قطعها السعر في مسافة 5,441 نقطة، فيما تحرك السعر 3,288 نقطة في الحركة الهبوطية التالية من أعلى قمة إلى أدنى قاع. ستلاحظ أيضاً أن كلا الحركتين أخذتا اتجاه حاد وصريح حتى برغم أن الحركة الثانية قد دخلت في نطاق عرضي لبعض الوقت قبل استئناف الترند الهابط. بالنسبة لليورو دولار، تحرك الزوج خلال نفس الفترة ضمن اتجاه صعودي ولكنه لم يتجاوز 213 نقطة.
هل تتخذ العملات الشاذة اتجاهات أكثر حدة مقارنة بالعملات الرئيسية؟ نعم، خصوصاً عند حدوث أزمة تؤثر على اقتصادات هذه العملات.
وعلاوة على ذلك، عندما تحدث أزمة في إحدى الأسواق الناشئة فإنها تؤدي غالباً، ولكن ليس دائماً، إلى التأثير على باقي العملات الشاذة الأخرى. ونظراً لصغر قيمة النقطة، يمكنك إضافة عملة شاذة ثانية إلى صفقاتك بدرجة مخاطرة أقل نسبياً من العملات الرئيسية. ولكن، كن حذراً! حيث قد تؤدي بعض الأحداث أو الأزمات غير المتوقعة إلى قفزات كارثية كما يظهر في الرسم البياني أعلاه، حيث أعقب وصول السعر إلى قمة مرتفعة حركة هبوطية هائلة.