يلين تحث على التعاون بين أمريكا والصين في الاقتصاد والمناخ
بكين (رويترز) - طالبت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين يوم السبت برفع مستوى الاتصالات بين الصين والولايات المتحدة لتحسين عملية صنع القرار في المجال الاقتصادي، وحثت بكين على الانضمام إلى المبادرات العالمية لمساعدة الدول الفقيرة على التعامل مع تغير المناخ.
وقالت يلين خلال اجتماع مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني خه لي فنغ إنه على الرغم من توتر العلاقات بين البلدين، فقد أظهر ارتفاع حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والصين لمستوى قياسي العام الماضي أن هناك "مجالا واسعا" للتعاون في التجارة والاستثمار، وأنه من المهم التركيز على المجالات ذات الاهتمام المشترك ومعالجة الخلافات من خلال الحوار.
وذكر مسؤول بوزارة الخزانة أن الاجتماع استمر قرابة خمس ساعات، وتلاه عشاء رسمي.
ووصفت وسائل الإعلام الحكومية الصينية الاجتماع بأنه جاء "متعمقا وصريحا وعمليا"، بينما قالت وزارة الخزانة إن الاجتماع كان "صريحا وبناء وشاملا".
ومن المقرر أن تعقد يلين مؤتمرا صحفيا في بكين في وقت مبكر يوم الأحد.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) إن المحادثات كانت "بناءة"، لكن الجانب الصيني عبر عن قلقه من العقوبات الأمريكية والإجراءات التقييدية المفروضة على الصين.
وذكرت شينخوا أن الصين تعتقد أيضا أن تعميم مفهوم الأمن القومي لا يفيد التبادلات الاقتصادية والتجارية العادية.
ونقلت وزارة الخزانة عن يلين قولها "حتى في حالة وجود خلافات بين الولايات المتحدة والصين، فمن الأهمية بمكان أن يجد البلدان طرقا للعمل معا على القضايا ذات الاهتمام المشترك والعالمي، ويشمل ذلك أزمة الديون في الاقتصادات ذات الدخل المنخفض والاقتصاديات الناشئة وتمويل المناخ".
وقالت وزارة الخزانة إن يلين التقت أيضا مع بان قونغ شنغ سكرتير الحزب الشيوعي في بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) يوم الجمعة لمناقشة الاقتصاد الكلي العالمي والتطورات المالية، ومنها الأثر غير المتناسب للصدمات الاقتصادية الحديثة على الدول منخفضة الدخل.
وتستمر زيارة يلين حتى يوم الأحد، وهي أحدث محاولة من جانب واشنطن لإصلاح العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وعلى غرار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي زار الصين الشهر الماضي في أول زيارة له خلال رئاسة جو بايدن، تسعى يلين إلى تحقيق توازن دقيق بين المصالحة مع بكين والاستمرار في دفعها لوقف الممارسات التي تقول واشنطن إنها تضر بالشركات الأمريكية والغربية.
وقلل الجانبان من توقعات حدوث انفراجة في العلاقات، لكنهما أشادا بفرصة عقد محادثات دبلوماسية صريحة وجها لوجه.
وقالت يلين إلى خه، الذي تقلد منصبه مؤخرا، "وسط توقعات اقتصادية عالمية معقدة، هناك حاجة ملحة لأن يتواصل أكبر اقتصادين ويتبادلا وجهات النظر حول استجاباتنا للتحديات المختلفة".
وأضافت أن القيام بذلك يمكن أن "يساعد كلا الجانبين على فهم توقعات الاقتصاد العالمي فهما كاملا واتخاذ قرارات أفضل لتقوية اقتصاداتنا".
وفي الوقت نفسه، أكدت يلين مجددا على أن واشنطن تريد ضمان منافسة شريفة من خلال وضع "مجموعة قواعد عادلة" من شأنها أن تعود بالنفع على البلدين بمرور الوقت.
وأخبرت يلين مجموعة من النساء العاملات في المجال الاقتصادي يوم السبت أنها تزور "بكين في هذا الوقت الحرج لأنه برغم جميع الخلافات بين بلدينا، فإنني أعتقد أنا والرئيس بايدن أن من مصلحة شعبينا أن نضع علاقتنا على مسار أفضل ونبقي خطوط اتصال مفتوحة وصادقة بيننا".
وأضافت "أؤمن بشدة بأن العلاقات بين بلدينا متجذرة بسبب العلاقات القوية بين الشعبين الأمريكي والصيني. من المهم أن نستمر في دعم هذه العلاقات وتعميقها، خاصة مع إعادة فتح الصين بعد إغلاق كوفيد-19 الذي دام ثلاث سنوات".