الحاجة إلى سوق العملات
- الحاجة إلى سوق العملات
العملات عنصر رئيسي في أي نشاط استثماري، وهذا هو ما أسهم في كون سوق العملات أكبر الأسواق المالية،
وكونه لا يقارن بأي من الأسواق الأخرى كأسواق الأسهم والسندات وغيرها.
ولا يلعب تبادل العملات دوراً في الانشطة الاستثمارية فقط، ولكن أيضاً يظهر جلياً في الحياة الطبيعية للأفراد،
فمثلاً عند احتياج مستهلك سعودي لدواء يصنع في أمريكا، فإنه يقوم بشراء هذا الدواء بالدولار الأمريكي،
أي أنه يقوم باستبدال الريال السعودي بالدولار الأمريكي حتى يتمكن من شراء الدواء.
وكذلك إذا وجدنا سائحاً ألمانياً يقوم بزيارة الولايات المتحدة فإنه يستبدل اليورو بالدولار الأمريكي حتى يستطيع شراء احتياجاته أثناء رحلته وأيضاً شركة الاستيراد الأمريكية التي تستورد بضائعها من اليابان فتستبدل الدولار الأمريكي بالين الياباني حتى تتمكن من الشراء.
وتنطبق نفس العلاقة على ملايين الشركات الكبرى والبنوك الاستثمارية التي تتعامل مع العملات بشكل دائم،
وهو ما أضاف لسوق العملات بريقه وقوته لأهمية العملات وعدم إمكانية الاستغناء عنها أو عن عمليات تبادلها.
ولكي يمكننا معرفة أفضلية سوق العملات على ما سواه من الأسواق يمكن أن نضع هذه المقارنة البسيطة نصب أعيننا، فنسأل:
هل من الأفضل للمستثمر أن يستثمر أمواله في الدولار الأمريكي أم في شركة ما؟!
أو هل من الأفضل أن يستثمر أمواله في النفط أم في الدولار الكندي الذي يعد أكبر مصدر للنفظ وصاحب الاقتصاد الثابت؟!
بالطبع الاختيار الصحيح سيصب دائماً في مصلحة العملات، فالشركات يمكن أن تفلس أو تتعرض لأزمات مالية وانهيارات مفاجئة ومشاكل أخرى كثيرة، وعلى الجانب الآخر تتحرك السلع بعنف، فعلى سبيل المثال تحرك النفط من حوالي 150 دولار إلى 40 دولار للبرميل في غضون شهور قليلة، وذلك على عكس العملات التي يعد أقصى تحرك يومي لها في حدود
1% - 2%
على أقصى تقدير، وبالتالي تعد أكثر الأسواق استقراراً وأمنا.